المهندس مدحت القاضي خبير النقل
المهندس مدحت القاضي خبير النقل واللوجيستيات

خبير مصري فى النقل واللوجيستيات يكتب دراسة متأمّلة في حوادث الطرق السريعة

73 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

في عصر تتسارع فيه وسائل النقل وتتوسع فيه شبكة الطرق، تبقى حوادث السير من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات، وتحصد أرواحًا بريئة في لحظة غفلة أو إهمال. وتعيد إلينا حادثة الطريق الإقليمي التي راح ضحيتها ١٩ فتاة شابة ألم الحقيقة القاسية: أن كل حادث هو مأساة إنسانية، لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بالدموع والأحزان التي تخلّفها.

ولم يكن العالم في مأمن من هذه الفواجع، فقبل أيام، فقد اللاعب البرتغالي دييغو جوتا – نجم ليفربول – حياته إلى جانب شقيقه في حادث مروري مروع. ورغم اختلاف الجغرافيا، فإن الخطر واحد، والتحدي مشترك.

مصر: من الخطر إلى الأمان

ورغم هذه الصورة القاتمة، تسجل مصر تحسنًا لافتًا في ترتيبها الدولي في مجال السلامة على الطرق. فقد تراجعت معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث من 11.8 حالة وفاة لكل 100,000 نسمة في سنوات سابقة إلى 4.9 فقط في عام 2024، ما يُعد مؤشرًا واضحًا على أن مصر باتت تقع ضمن “المنطقة الآمنة” نسبيًا وفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية ووهذة أرقام معتمدة من متظمة WHO لا مزايدات فيها.

ويرجع هذا التحسن إلى: تحسين وتوسعة شبكة الطرق السريعة وربطها بمحاور حديثة. وتطوير البنية التحتية للنقل العام والخاص. وإدخال نظم الرقابة الإلكترونية والكاميرات الذكية و أخيرا الحملات المتكررة للتوعية والسلامة المرورية.

نسب الحوادث حسب نوع المستخدم

وفقًا لتقارير المرور ومراكز الإحصاء، تتوزع الحوادث في مصر كما يلي: والسيارات الخاصة والنقل: نحو 60% من إجمالي الحوادث. والدراجات النارية: حوالي 20%، وتتركز غالبًا في المدن الصغيرة والقرى. والمشاة وعبور الطرق: نحو 20% من الحوادث، 

نتوجه بالتحية إلى وزارة النقل المصرية وعلى رأسها الفريق المهندس كامل الوزير، لما تبذله من جهود غير مسبوقة في تطوير شبكة الطرق، وتفعيل مبدأ “الطريق الآمن للمواطن”.

صور من موقع بيان مصر نيوز

كما لا ننسى الجهود المتزايدة من الهيئة العامة للطرق والكباري، وجهاز السلامة على الطرق، في الرقابة والتفتيش والإنذار المبكر و أتوجه برسالة أخيرة  إلى قائدي المركبات

 *إلى كل سائق، أقول* :حياتك وحياة الآخرين أمانة. ولا تتجاوز السرعة.. لا تتهاون في الراحة. وافحص مركبتك.. احترم الطريق.. وكن قدوة لغيرك. وحزام الأمان ليس اختيارًا.. بل حماية. وتذكر: كل لحظة تسرع فيها، تقربك من خطر لن ينفع معه الندم.:

 روشتة تشغيلية وإدارية لملاك الشاحنات وشركات النقل البري 

 *الاختيار الذكي للسائقين*  وضع معايير صارمة للتوظيف تشمل: خبرة مثبتة في القيادة الطويلة. وسجلات خالية من الحوادث أو المخالفات الجسيمة. وفحص نفسي وسلوكي قبل التعيين. وإجراء تحليل مخدرات عند التعيين، ثم دوريًا كل 3–6 أشهر. وتدريب مستمر للسائقين*  وإلزام السائقين بحضور دورات في: والقيادة الآمنة للمركبات الثقيلة.

الإسعافات الأولية. ومكافحة الحرائق. وقانون المرور والتحديثات الجديدة. وتحديث المعرفة كل 12 شهرًا بحد أدنى (شهادة حضور + تقييم). وصيانة وقائية للشاحنات* وإعداد خطة فحص دوري شهري لكل شاحنة تشمل:

حالة الإطارات (الكاوتش). والفرامل ونظام التعليق. وزيت الموتور – علبة التروس – الدبرياج. والإضاءة والإشارات. وإصدار كارت متابعة حالة لكل شاحنة موقّع من فني مسؤول. وأنظمة رقابة إلكترونية* 

تركيب أجهزة تتبع GPS بكل شاحنة وربطها بغرفة تحكم مركزي. والنظر في إدخال أنظمة تسجيل الفيديو داخل الكبائن (Dash Cams). وتفعيل نظام قفل السرعة القصوى إلكترونيًا عند 80–90 كم/س بحسب نوع الحمولة والطريق. وتركيب حساسات تحذير في حال الانحراف عن المسار أو التوقف غير المبرر.

*إدارة زمن القيادة والراحة* 

تحديد أقصى زمن قيادة متواصل: 4 ساعات، يتبعها راحة لا تقل عن 30 دقيقة. والحد الأقصى اليومي للقيادة: 8 ساعات. وتحميل السائق جدول توقيت إلزامي واضح، وفرض غرامة على أي خرق. وأمان الحمولة والتربيط* 

تدريب السائقين على* :

استخدام وسائل تربيط احترافية (راف راتشت، شبك، وسائد تثبيت). والتأكد من توزيع الحمولة بالتساوي داخل جسم الشاحنة. وإجراء مراجعة قبل التحرك وبعد كل توقف أو استراحة.

 *التأمين والتوثيق* 

التأكد من: سريان التأمين الشامل على الشاحنة والحمولة. وحمل نسخة إلكترونية من رخصة السائق، رخصة المركبة، وإذن الشحن. واستخدام نظام إلكتروني لتسجيل الرحلات

 *إلى كل وسائل الاعلام ، أقول* 

اعرض وجهة نظرك بلا تجريح – ادرس ما تقولة – إستعن بالمختصصين – لا تتسرع في الحكم و أنتظر لاتضاح الصورة بالكامل – ان اخطأت إعتذر فإنه من شيم الرجال.

 *الختام* 

إن سلامة الطرق مسؤولية حكومة وشعب. وإذا كانت الدولة قد قطعت شوطًا كبيرًا في تحسين البنية، فإن الكرة الآن في ملعبنا جميعًا لنكمل المسار بسلوك مروري راقٍ، يليق بمستقبل مصر. رحم الله كل من فقدناهم، وجعل طرقنا آمنة لنا ولأبنائنا و لضيوفنا.

كاتب المقال المهندس مدحت القاضي

رئيس مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولي واللوجيستيات

وأحد خبراء النقل المصريين

عن AlyBadr

شاهد أيضاً

سفينة تحمل شحنة قمح أوكراني

بيان صادر عن ميناء دمياط يرصد حركة السفن والتجارة الصادرة والواردة

أصدر المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط بياناً اعلاميا جاء فيه ان الميناء استقبل خلال الـ 24 ساعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *